الإيجابية في لاءات الوزير
د. أمل عبدالله الطعيمي
لا أخاف رجال الأعمال، لا أخاف رجال الإعلام، لا أستقبل الوفود، كثير من المنتسبين للأطراف الثلاثة السابقة هاجموا وزير العمل ونظروا إلى الجانب الذي يهمهم من الأمر فقط ولم يتبصروا في أثر هذه المرفوضات على الناس جميعاً.
هل تذكرون أهداف القصيبي - رحمة الله عليه - التي سعى إلى تحقيقها وكيف انتهى بها الحال حين ضغطت عليه تلك الأطراف بكل ما أوتيت من قوة فاستسلم مكرهاً بعد أن بدأ خطواته الأولى في التنفيذ، حينها لم يكن المجتمع متنبهاً كما يجب لحاجة بعض فئاته إلى العمل فاستفرد الأقوياء بحق الضعفاء، وفرضوا ما يريدون ضاربين بعرض الحائط حاجة الناس أمام أطماعهم وأهدافهم، واليوم حين بدأ وزير العمل تطبيق الخطوات التصحيحية بدأ أيضاً الهجوم عليه من الذين لا يتوانون عن شن حرب من أجل ريال واحد غير عابئين بأن هذا الريال سيأخذه بطريقة أخرى من يحتاج لكيس الخبز لا لزيادته فوق المليون التي يملكها أحدهم. ليس كل رجال الأعمال ولا سيدات الأعمال يهمهم الإصلاح الوطني بقدر ما يهمهم الإصلاح الاجتماعي، وليس كل الوفود تنظر بعين العقل الديني للأمور ، بل تنظر لها بعين الاعتياد الذي أقحم في الدين حتى تفوق عليه في بعض الأحيان.
كانوا يعتقدون أن عدد الفتيات الراغبات في العمل بأي مهنة شريفة لا يزيد على عدد أصابع اليد، لكنهم فوجئوا بهذه الأعداد الهائلة التي ملأت المحلات والمراكز التجارية في كل مكان، وكانوا يعتقدون ومازالوا يحرضون الناس ضد حملة تنظيم العمالة السائبة على ما فيها من حسنات للبلاد والعباد !!
ومازالوا يعتقدون أن صراحة أي وزير وقاحة، وسكوته أيضاً وقاحة، ومجاملته وقاحة، وشفافيته - التي قد لا تعجبهم - وقاحة ، فماذا كانوا يريدون ؟ ومن الذي يرضي أولئك الذين يتقلبون على كل جانب في الهجوم على أي محاولة للعلاج ؟ لأن لهم أهدافاً أخرى منها البحث عن الأهمية من خلال تطبيق مقولة: ( أنا أشتم إذاً أنا موجود ) !! بدليل أن ما يقولونه تتناقله الركبان في كل اتجاه، ولسان حالهم يقول بمنتهى السعادة : ( شفتوا فلانا اللي شرشح فلانا ) وشغلوا الناس بهذه الأساليب التي لم تنتج شيئاً، في حين أن قرارات وزارة العمل بالتضامن مع غيرها من الوزارات وعلى رأسها وزارة الداخلية التي عالجت ومازالت تعالج رغم كل الحملات البغيضة التي تنز بالصديد ضد مصلحة الوطن والمواطن والعامل الغريب الذي جاء ليخدمنا وينال حقه دون ضرر ولا ضرار.
تباً لكل رجل أعمال يتباكى حتى لا يوظف ابنة وطنه بدلاً من الغريب لكي يزيد من رصيده بضع مئات، وتباً له ألف مرة حين يجلب الناس من بلاد بعيدة طمعاً في العمل والرزق فيطلقهم للريح يجدون قوتهم يوماً ويتذللون في طلبه أياماً، وتباً لكل وفد يرهب شقائق الرجال بالنار والعار ليقطع عليهن طريق لقمة العيش الحلال التي تكفيهن ذل السؤال، وتباً لكل إعلامي يلعب على الحبلين كالأراجوز، لينال رضا تلك الفئات التي تقدم مصلحتها على الجميع مهما اختلفت الأهداف.
في كل مرة أقف فيها أمام فتاة سعودية في محل ما أشعر بالفخر بها ولها، وأقدر صنيعها حتى ولو أخطأت أو تلعثمت فهي في أول الطريق وستتعلم وتتقن كما أتقن غيرها، ويكفيها شرفاً أنها كفت نفسها ومن تعول وأقفلت باب بيتها في وجه من يريدون أن يقدموا لها رغيف خبز مرا مغموسا بالإهانة، وفي كل مرة أرى فيها صور العمال المتلاعبين أو المتلاعب بهم عند سفاراتهم أقول الحمد لله فقد أفقنا ومن حق الوزير أن يقول: لا لكل معتد أثيم على أرزاق العباد ومصلحة البلاد.
منقول
http://bit.ly/11kFuLP